إذا كانت الأشباح حقيقية، فهي ليست خارقة للطبيعة ؟
توصف الأشباح بأنها كائنات خارقة للطبيعة يُقال إنها أرواح أشخاص ماتوا. وغالبًا ما يتم تصويرهم على شكل أشخاص شفافين أو ضبابيين، ويمكن رؤيتهم أو سماعهم أو الشعور بهم.
كيف يمكن أن يكون هناك الكثير من
القصص عن الأشباح والأرواح والأشياء الخارقة للطبيعة ثم يعتبرأن ذلك مجرد تخيلات وأوهام؟
فحيثما يوجد دخان، توجد نار.
إن الاعتقاد بظهور أرواح الموتى هو واسع الانتشار، كان سائدا في الثقافات السابقة على القراءة والكتابة،خاصة أثناء " الطقوس الدينية.
كطقوس الجنائز وطرد الأرواح الشريرة والممارسات المتعلقة بالسحر لأجل إراحة أرواح الموتى، وتوصف الأشباح بشكل عام بأنها أرواح شبيهة بالإنسان، كما يُعتقد أنها تلاحق هؤلاء ممن كانت تربطها بهم علاقة في الحياة وأنها تحل غالبا بالأماكن التي شهدت آخر وجود لها في هذه الحياة قبل أن تغادر إلى العالم الآخر.وتختلف أوصاف الأشباح بشكل كبير من
الحضور المرئي إلى الشكل الشفاف أو الشكل الدخاني أو الرؤى الحقيقية حالهم حال
الأحياء،وتُعرف المحاولة للاتصال بروح شخص متوفي باسم استحضار الروح.
يؤمن الكثير من الناس أن الأشباح
أرواح أشخاص ماتوا. ويعتقد البعض الآخر أن الأشباح هي مجرد تجليات لخيالنا أو
أنماط طاقة سلبية. وإذا كانت الأشباح موجودة، فيجب تصنيفها على أنها
"طبيعية" وليست "خارقة للطبيعة". لكن ماذا يعني: خارق للطبيعة؟
عند استدعاء تلك الكلمة " خارق
للطبيعة ". فإننا نرتقي إلى ما هو أبعد من التدقيق العلمي. وقد جاء المنهج العلمي لمساعدة البشرية على فهم الظواهر الموجودة في
الطبيعة والقوانين التي تحكمها.
المنهج العلمي هو وسيلة لفهم كل شيء
موجود، وإذا كان هناك شيء ما، فهو بحكم التعريف طبيعي إذ لا يوجد دليل علمي يدعم
وجود الأشباح، فالأرض والشمس والسماء موجودة، ويمكن للعلم أن يساعدنا على فهمها وحتى
الأشياء المجردة كالحب والغضب هي أشياء موجودة بالفعل، ويمكن للعلم دراستها، ولو
بطريقة تبدو غير مباشرة ولكن:
هناك فرق بين شيء غير معروف للعلم
وبين شيء يتجاوز في جوهره قدرة المنهج العلمي على التحقيق فيه. لا ينبغي لأحد أن
يعتقد أن العلم يعرف كل شيء ولديه كل الإجابات؛ فمثلما لم يكن إسحاق نيوتن
أحد أكثر العلماء تأثيرًا على الإطلاق، على علم بوجود كوكب نبتون، والإشعاع،
والحمض النووي، فمن المفترض أن هناك أشياء موجودة لا يعرفها أفضل العلماء اليوم.
ومن ناحية أخرى إذا كان تعريف الخارق
للطبيعة هو ظاهرة موجودة، ولكن العلم غير قادرعلى التحقيق فيها حتى من حيث
المبدأ، فانه يمكن للعلم أن يحاول دراسته. خاصة وأنه هناك أسئلة لا يمكن الإجابة
عليها باستخدام التكنولوجيا الحالية.
على سبيل المثال استغرقنا قرنًا من
الزمن لتطوير قدرتنا على تصوير موجات الجاذبية. وعلى نطاق زمني أطول، استغرق الأمر
أكثر من ألفي عام قبل أن يثبت الباحثون أن الذرات حقيقية، على الرغم من اقتراحها حوالي 400 قبل الميلاد.
قد تعتقد أن الجدل حول تعريف كلمة
خارق للطبيعة هي نقطة تافهة، لكنها في الحقيقة ليست كذلك. في الواقع إنه يذهب إلى
جوهر البحث الفكري، إلى ما يجعل العلم أداة قوية. فطالما أن الأشباح هي بشكل جوهري
ودائم خارج قدرة العلم على التحقيق، فلن نتمكن أبدًا من حل هذه المشكلات.
وقد نفى الدين الإسلامي أن الأشباح
هي"أرواح الموتى" إلا انه لم ينفي الأشباح في حد ذاتها واعتبرها من
الجن الذين لا يمكن رؤيتهم بالعين المجردة وأنّ تجلي الشبح وتخويفه للبشر يماثل ما
يقوم به الجن الذي يتلبس الإنسان.
وكانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة
تتراءى للناس فتتغول تغولا: أي تتلون تلونا في صور شتى، وتغولهم أي تضلهم عن
الطريق وتهلكهم، فنفى النبي "صلى الله عليه وسلم" ذلك وأبطل زعم العرب في تلونها
بالصور المختلفة.