كيف يؤثر هدر الطعام على المناخ ؟
حسب برنامج الأغذية العالمي"فان هدرالطعام يؤدي إلى انبعاث أكثر من 3 مليارات طن من الغازات سنويًا ". وبذلك يعد هدر الغذاء وفقده ثالث أكبر منتج للغازات المسببة للاحتباس الحراري بعد الولايات المتحدة والصين.هذه الغازات تمثل العامل الرئيسي في حدوث المشكلات المناخية المؤثرة على موارد المياه،وزيادة نسبة التصحر والجفاف،وتفاقم عدم القدرة على التنبؤ بخطورة الظواهر الجوية. كل ذلك يتلف الزراعات ويزيد من ظاهرة الجوع في العديد من أنحاء العالم.
كيف يكافح السماد أزمة المناخ ؟
إن الاستغلال المستمر للتربة أجهدها وجعلها تستنفد رصيدها من المواد العضوية المتمثلة أساسا في الكربون بالإضافة إلى مواد عضوية أخرى كالنيتروجين والفوسفور والكبريت.ضف إلى ذلك تأثير إزالة الغابات والتوسع العمراني في تقلص المساحات الصالحة للزراعة.
لذلك فإن استخدام بقايا الطعام المتكدس في مدافن النفايات في التسميد ، يساعد في الحد من انبعاثات غاز الميثان الناتج عن تحلل المواد العضوية. فهذا الغاز ملوث مناخي قوي يصل إلى 80 ضعف قدرة ثاني أكسيد الكربون على احتجاز الحرارة.
كما أن إبقاء مخلفات الطعام والمواد العضوية الأخرى خارج مدافن النفايات لاستغلالها كسماد،يعمل على تجديد التربة مما يؤثر إيجابا على المناخ والتقليل من استعمال الأسمدة الاصطناعية واحتجاز الكربون.
عندما نهدر الطعام ونتخلص منه فإننا نهدرالطاقة "أسمدة،مياه،عمالة،موارد" التي اُستُخْدِمتْ في إنتاج هذا الطعام ومعالجته ونقله وتخزينه ثم التخلص منه، ونتسبب في التلوث من جهة وكذا الاحتباس الحراري من جهة أخرى.
يمكن للمزارعين استخدام المواد العضوية المسمدة بما في ذلك بقايا الطعام لتحسين وتخصيب التربة، وبالتالي تقليل الحاجة إلى الأسمدة الاصطناعية.
الأسمدة الاصطناعية مسؤولة عن 1% من استخدام الطاقة العالمي و5% من ملوثات الاحتباس الحراري أكثر من الشحن العالمي والطيران مجتمعين، لذا فإن استبدال الأسمدة الاصطناعية بالسماد العضوي يساعد في تقليل الطلب على الطاقة وبالتالي تقِلُّ الانبعاثات المناخية.
على الرغم من أن سماد بقايا الأكل ليس مكافئا للأسمدة المعدنية إلا أنه يتطلب طاقة أقل لإنتاجه ويوفرالعناصر الغذائية ويحسن بنية التربة وهو عامل مفيد في أنظمة الزراعة العضوية والمتجددة. بالإضافة إلى ذلك يتم إطلاق النيتروجين العضوي الموجود في السماد بشكل أبطأ وبمرورالوقت عكس الأسمدة الاصطناعية،مما قد يساهم في خصوبة التربة على المدى الطويل وتقليل فقدان النيتروجين واحتمالات الاحتباس الحراري.
وفقا لوكالة حماية البيئة "يمكن للسماد المساعدة في بناء المواد العضوية في التربة مما يزيد من المسامية والاحتفاظ بالماء وتثبيت التربة ".مما يؤدي إلى تقليل كمية المياه اللازمة لري المحاصيل والحد من تأثير الأحداث المناخية القاسية الناجمة عن تغيرالمناخ مثل الجفاف والفيضانات.
كما أن إضافة السماد إلى التربة يمكن أن يزيد من تحسين قدرة التربة على تخزين الكربون من خلال زيادة المواد العضوية في التربة وزيادة إنتاجية النبات إلى جانب الفوائد المناخية الأخرى.
يجلب السماد ثروة من الفوائد البيئية والاقتصادية والاجتماعية الأخرى بما في ذلك خلق ما يصل إلى ضعف عدد الوظائف التي توفرها مدافن النفايات وأربعة أضعاف عدد الوظائف التي توفرها عملية حرق النفايات في البيئات الحضرية.
كما أن استغلال بقايا الأكل كسماد يخفض انبعاثات الغازات الدفيئة و يعززقدرة المجتمع على مواجهة الاضطرابات المناخية.